بلغ مانشستر يونايتد الإنجليزي حامل اللقب وبرشلونة الإسباني وبورتو البرتغالي الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، إثر فوز الأول على ضيفه إنتر ميلان الإيطالي 2-0، والثاني على ضيفه ليون الفرنسي 5-2، وتعادل الثالث مع أتلتيكو مدريد الإسباني 0-0 الأربعاء في إياب الدور ثمن النهائي.
ولحق مانشستر وبرشلونة وبورتو بليفربول الإنجليزي (على حساب ريال مدريد الإسباني 4-0 إياباً و1-0ذهاباً) وتشيلسي الإنجليزي (على حساب يوفنتوس الإيطالي 2-2 إياباً و1-0 ذهاباً) وبايرن ميونيخ الألماني (على حساب سبورتينغ لشبونة البرتغالي 7-1 إياباً و5-0 ذهاباً) وفياريال الإسباني (على حساب باناثينايكوس اليوناني 2-1 إياباً و1-1 ذهاباً).
على ملعب "أولدترافورد"، تخطى مانشستر يونايتد ضيفه إنتر ميلان عن جدارة بعد أن كان تعادل معه ذهاباً 0-0، وبقي في مساره نحو تحقيق خماسية نادرة في موسم واحد، إذ أنه توج بطلاً لأندية العالم في ديسمبر الماضي بفوزه على ليغا دي كويتو الإكوادوري 1-0، ثم أحرز كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة بفوزه على توتنهام الأسبوع الماضي 1-0 أيضاً وجرده من اللقب.
كما تأهل فريق "الشياطين الحمر" إلى نصف نهائي مسابقة كأس إنجلترا وهو يتجه بثبات نحو المحافظة على لقبه بطلاً للدوري المحلي لأنه يتصدر بفارق 7 نقاط عن كل من تشيلسي وليفربول ويملك مباراة مؤجلة أيضاً.
وعزز مانشستر اليوم رقم المسابقة القياسي من حيث عدد المباريات دون هزيمة ورفعه إلى 21 مباراة بعد كان حطمه في مباراة الذهاب التي انتهت بالتعادل السلبي.
وكان مانشستر، الفائز باللقب في مناسبتين تحت التسمية الجديدة (1999 و2008) ومرة واحدة في الصيغة القديمة (1968)، تقاسم الرقم القياسي (19 مباراة دون هزيمة) مع بايرن ميونيخ (من الجولة الأخيرة للدور الثاني من موسم 2000-2001 حتى إياب الدور نصف النهائي لموسم 2001-2002) وأياكس أمستردام الهولندي (موسم 1994-1995 حتى ذهاب نصف نهائي موسم 1996-1997) في الجولة الأخيرة من منافسات الدور الأول إثر تعادله مع آلبورغ الدنماركي (2-2).
وتعود آخر هزيمة لفريق المدرب الاسكتلندي أليكس فيرغسون في المسابقة إلى مايو 2007 في نصف النهائي أمام ميلان الإيطالي (0-3)، كما حافظ على سجله المميز على ملعبه في هذه المسابقة إذ رفع عدد المباريات التي خاضها في "أولدترافورد" دون هزيمة إلى 20 (16 فوزاً و4 تعادلات)، علماً بأن خسارته الأخيرة في قواعده كانت على يد ميلان أيضاً (0-1) في 23 فبراير 2005.
ونجح فيرغسون اليوم نسبياً في فك عقدته أمام مدرب إنتر ميلان البرتغالي جوزيه مورينيو وحقق فوزه الثاني فقط على الأخير في 14 مواجهة بينهما، منها 12 مباراة عندما كان البرتغالي يشرف على تدريب تشيلسي.
في المقابل، فشل مورينيو في تكرار سيناريو 2004 عندما زار "أولدترافورد" لآخر مرة في مسابقة دوري الأبطال حيث قاد بورتو حينها للتعادل مع مانشستر 1-1 وكان ذلك كافياً لتأهل فريقه إلى ربع النهائي في طريقه للفوز باللقب.
وعانى إنتر ميلان دفاعياً في ظل غياب الثلاثي ماركو ماتيراتزي والروماني كريستيان كيفو والأرجنتيني نيكولاس بورديسو للإصابة، مما اضطر مورينيو للاستعانة بالأرجنتيني الآخر والتر صامويل العائد مؤخراً من الإصابة والكولومبي إيفان كوردوبا، فيما اعتمد في المقدمة على السويدي زلاتان إبراهيموفيتش كرأس حربة ومن خلفه الشاب ماريو بالوتيلي، في الوقت الذي شارك فيه الفرنسي باتريك فييرا أساسياً بعد تعافيه من الإصابة مؤخراً.
في المقابل، خاض مانشستر يونايتد اللقاء بصفوف مكتملة وبدأ فيرغسون باعتماده على ثنائي الوسط المكون من المخضرمين الويلزي راين غيغز الذي أصبح ثالث أكثر اللاعبين مشاركة في هذه المسابقة (110 مباريات) خلف الإسباني راؤول غونزاليز (123) والبرازيلي روبرتو كارلوس (120) وأمام الإيطالي باولو مالديني (109)، ومن بول سكولز الذي يحتل المركز الخامس على اللائحة ذاتها (105).
واعتمد فيرغسون على البرتغالي كريستيانو رونالدو ومايكل كاريك في الوسط أيضاً وفي المقدمة على واين روني والبلغاري ديميتار بيرباتوف، فيما جلس الأرجنتيني كارلوس تيفيز على مقاعد الاحتياط.
وضغط مانشستر منذ البداية سعياً لتسجيل هدف يريح أعصاب جماهيره ونجح في مبتغاه وافتتح التسجيل منذ الدقيقة 4 عندما لعب غيغز ركلة ركنية من الجهة اليسرى ارتقى لها المدافع الصربي نيمانيا فيديتش وأودعها برأسه على يمين الحارس جوليو سيزار.
ثم غابت الفرص الحقيقية على المرميين وسط تسيد مانشستر للمباراة مع انطلاقات محدودة لإبراهيموفيتش حتى الدقيقة 29 عندما سنحت للسويدي الفرصة الأولى في اللقاء إثر ركلة حرة نفذها البرازيلي مايكون لكن رأسية لاعب أياكس ويوفنتوس سابقاً ارتدت من العارضة.
ثم شهدت المباراة مسلسلاً من الفرص للطرفين بدأها فريق مورينيو عندما أطلق الصربي ديان ستانكوفيتش كرة صاروخية رائعة من خارج المنطقة وتدخل الحارس الهولندي إيدوين فان در سار ببراعة وحولها إلى خارج الملعب دون أن يحتسب الحكم ركلة ركنية (37).
ورد مانشستر بفرصة أخطر بعد دقيقة واحدة فقط عبر الإيرلندي جون أوشي إثر لعبة جماعية مميزة أنهاها بيرباتوف بتمريرة بينية متقنة للمدافع الإيرلندي لكن الأخير اصطدم ببراعة جوليو سيزار (38)، ثم تحول الخطر إلى الجهة المقابلة في مناسبتين الأولى عندما توغل إبراهيموفيتش في الجهة اليمنى قبل أن يسدد كرة أرضية قوية مرت قريبة جداً من القائم الأيمن (41)، والثانية حين أطلق مايكون كرة صاروخية من خارج المنطقة صدها فان در سار ببراعة (45).
وبدا إنتر عازماً على إدراك التعادل في بداية الشوط الثاني بعدما حصل على فرصة خطيرة بعد تسديدة قوية من بالوتيلي مرت بجوار القائم الأيسر (46) لكن سيناريو الشوط الأول تكرر في الثاني إذ نجح مانشستر في تسجيل هدف ثان في الدقيقة 49 بعد لعبة جماعية بدأها كاريك بتمريرة إلى واين روني على الجهة اليمنى فلعبها الأخير عرضية ارتقى لها رونالدو وأودعها برأسه شباك جوليو سيزار (49).
وحاول مورينينو أن يتدارك الموقف فزج بالبرازيلي أدريانو بدلاً من ستانكوفيتش، وكاد البرازيلي يهز شباك فان در سار في أول كرة له عندما لعب الأرجنتيني إيستيبان كامبياسو كرة عرضية من الجهة اليمنى إلى القائم البعيد فقابلها أدريانو بتسديدة مقصية ارتدت من القائم الأيمن (59).
ثم رد بفرصتين متتاليين لإطلاق رصاصة الرحمة على الضيف لكن جوليو سيزار وقف في وجه روني أولاً ثم بيرباتوف (64).
وعلى ملعب "كامب نو"، اكتسح برشلونة ضيفه ليون 5-2 بعد أن كان عانى أمامه الأمرين ذهاباً عندما تعادل معه 1-1. وفرض برشلونة الذي افتقد القائد كارليس بويول وزميله في الدفاع الفرنسي إيريك أبيدال بسبب الإصابة، أفضليته منذ البداية وحاصر ضيفه في منطقته حتى نجح الفرنسي تييري هنري الذي سجل هدف التعادل في لقاء الذهاب، في افتتاح التسجيل للفريق الكاتالوني في الدقيقة 25 بتسديدة بيمناه أطلقها من وسط المنطقة بعد تمريرة من المكسيكي رافاييل ماركيز.
ثم أضاف هنري نفسه الهدف الثاني بعد دقيقتين فقط وهذه المرة إثر تمريرة بينية مميزة من تشافي هيرنانديز (27)، قبل أن يضيف الأرجنتيني ليونيل ميسي الثالث في الدقيقة 40 بعد مجهود فردي رائع إذ تلاعب بالإيطالي فابيو غروسو والفرنسي آلان بومسونغ والأرجنتيني سيزار ديلغادو قبل أن يتبادل الكرة مع الكاميروني صامويل إيتو ومن ثم يسددها بيسراه في شباك الحارس هوغو لوريس.
ولم يكد ليون يستفيق من صدمة الهدف الثالث حتى دك إيتو شباكه برابع إثر تمريرة عكسية من هنري فشل المدافع البرازيلي كريس في اعتراضها بالشكل المناسب (42).
ونجح الكاميروني الآخر جون ماكون في تقليص الفارق لليون في الدقيقة 44 بكرة رأسية إثر ركلة ركنية نفذها البرازيلي جونينيو.
ومع بداية الشوط الثاني عاد ليون إلى أجواء اللقاء وقلص الفارق إلى هدفين مستفيداً من مجهود فردي مميز لدلغادو الذي تلاعب بالبرازيلي سيلفينيو وتشافي على الجهة اليمنى قبل أن يلعب كرة عرضية تركها كريم بنزيمة بحنكة فوصلت إلى جونينيو الذي وضعها داخل شباك فيكتور فالديز (48).
وفي الدقيقة الأخيرة، طرد جونينيو لحصوله على إنذارٍ ثانٍ، ما سهل من مهمة البديل المالي سيدو كيتا في تسجيل هدف خامس للفريق الكاتالوني في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع بعد تمريرة بينية مميزة من تشافي.
وعلى ملعب "دراغاو"، وضع بورتو بطل 1987 و2004 حداً للمغامرة الأولى لضيفه أتلتيكو مدريد الإسباني في المسابقة منذ موسم 1996-1997 بالتعادل معه 0-0 وذلك بسبب تسجيله هدفين في الذهاب خارج قواعده في اللقاء الذي انتهى بالتعادل 2-2.